السبت، 23 يناير 2016

يا حفيد الفاروق/بقلم الشاعر/طارق صابر عبدالجواد

يا حفيد الفاروق
أنا سيدة سورية
مازلت على 
الحدود صامدة
أصارع وحدي
نوبات الغرق
زوجي قتلته قنابل
السلطان في ادلب
وأولادي ماتوا
نجاة بالغرق
وعيني بالدموع لاتنضب
تغيض تفيض وتنهمر
تسقط دمعة تحتي
فينبت طفل
يتيما يسألني
هل يعيد لي
أبي العرب
كان سيبني لي بيتا 
يؤويني الشتاء والمطر
ويأتيني بالطعام يمنعني
السؤال في 
عيون تجمد في
أحداقها ماء المطر
القنابل أحرقت كتبي
حتى أعشاش الحمام 
على الشجر
لم يبق بيدي غير
رصاص القلم
وأخاف النوم 
يسُرق عمري
برصاص البارود المنهمر
يا حفيد عمر 
أنا حُبلى بالحزن
رغما عني 
الموت ضاجعنا
وضاجع البيوت حتى 
الرجال والزهر
ورغما عنا 
سكن دورنا
وولدنا الحزن يعيش
في الحنايا والدروب
حتى الفجر يأتينا
بطنه منتفخا 
حبلى بالحزن
لا أدري إلى متى 
سأظل صامدة
يا حفيد الفاروق
أصارع وحدي الغرق
إلى متى سأظل
أتعثر في مخاضي
ويظل الموت 
يستوطن دياري
وشرفي يستباح وينتهك
وبعد أن خذلني العربان
لم يبق لي 
شيء سوى الدعاء
وأكفكف دمعي
بخذلان العرب
وأن أعيش في
رحم الفناء
انتظارا للغرق
طارق صابر عبدالجواد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق