الجمعة، 12 فبراير 2016

قالت سلاماً فلم أرُدْ بقلم الشاعر شادي اوشا



قالت سلاماً فلم أرُدْ
جاهدتُ نفسي كي لا أردْ
يا أيها الصنم الصموتُ تكلَّمْ في سُكون
وأخبرْ خرير الماء عن سرِّكَ الملْعُونْ
تحدّثْ إلى روحي المحشوة بالسحاب الخفيفِ
من أنتْ؟
ومن أين جئتْ؟
وكيف أقتلعت قلبي بهذا الهدوء الغريبِ ثمَّ رحلتْ؟
أبَي
أخْبرني
كَيفَ أمارسُ طقسَ الحُب
وأنا أتعمَّدُ فوقَ الماءِ على إعصاري؟
أبي
كلُّ مصابيحِ الغرفةِ مطفأة
وأنا لا أحملُ في قلبي
غير القبسِ الضوئي الكامنِ في أشعاري
أبي
إني أغرقُ
فتعالى وخُذني
من هذه الصحراء الموحشه
وإحملني لأموتَ هُنالكَ في داري
أبي
رائحةُ الموتُ مخيفهْ
كل العرَّافات تشتهينَ خداعي
نيرانُ الغربةِ تَحرِقُني
قاسيةُ القلبِ تُناديني الآنْ
ماذا أفعلُ يا أبتي ؟
وهي التي تَرَكْتني
كمعطفٍ شتويٍ قديمْ
وأهملتني
كبطاقةٍ بريديةٍ في دُرجْ
وقد كانت قبل الغيابِْ
تعزفُ لحن السر الغامض في أوتاري
فأخبرني
لمن سأعيشُ يا ابتي
واليأسُ ديدانُ تأكلُ في قلبي
وتحفرُ في سطحِ جداري.؟
إفترقنا
لأنها
لم تكن تعْرفُ كيف تمارسُ فنَّ الضغطِ على القيثاره
روحاً تُغرَّدُ في المساءْ
ظلاً يُعلُِّق ثوبهُ الأرجواني
فوق أطياف السماءْ
وإفترقنا
لأنها
كانت تجيد إخفاءَ القناديلِ خلف البحر عنِّي
وتحتفي في غيابي بالأغنيات
ولا تحتفي في حضوري
إلا بالتشككِ والهُراءْ
إفترقنا
وأنا الآن وحدي
أشعر أنني
في أمسِّ الحاجةِ للدُموعِ وللبُكاءْ.ـــــــــ.
شـ,ـ,ـ,ـ,ـ,ـ,ادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق