السبت، 13 فبراير 2016

((...طارئات و طائرات...))بقلم الشاعر عبد الرزاق الاشقر

((...طارئات و طائرات...))
أَجِلْ طَرْفًا على هذي الدّيارِ
تمتّعْ بالخرابِ و بالدّمارِ
لعلَّ قذىً أصابَ العينَ غصبًا
فلمْ تأبهْ لثوبي كم يواري
و لمْ تألفْ مناظرَ موحشاتٍ
و لمْ تأنسْ بناسي و الذّراري
تلذّذْ خلسةً بعويلِ طفلٍ
و صارخةٍ بليلٍ في البراري
كأنَّ الطّارئاتِ على بلادي
بظلِّ الطّائراتِ لظى الأوارِ
و نارًا لا كما آنست َنَارًا
و لكنْ منْ أسىً عُجنتْ بقارِ
و زيدتْ منْ حميمٍ في جحيمٍ
و صارتْ كالسَّمومِ رياحَ نارِ
علتْها نفثةٌ منْ سُمّ أفعى
و لدغةُ عقربانٍ منْ جوارِ
صرخْنا و الصَّراخُ بكلِّ فجٍّ
و لذْنا بالسّنينِ و بالبوارِ
و ما منْ سامعٍ في الأرضِ يأتي
كأنَّ صراخَنا مثلُ الخوارِ
ألا أينَ الصَّوائفُ و الشَّواتي
و ذو قارٍ كما ذاتِ الصَّواري
ألا أينَ العروبةُ منْ مَعَدٍّ
ألا أينَ العروبةُ منْ نزارِ
و لا قحطانُ في أرضي تنادتْ
و لا ذبيانُ تجري في المدارِ
و لا عبسٌ لها ميدانُ سبقٍ
و داحسُ كان خيلاً منْ غبارِ
و نوقٌ قدْ تردّتْ في المراعي
جِمالٌ منْ هباءٍ مستطارِ
و لا وقعُ السُّيوف لها رنينٌ
و لا طعنُ الرّماحِ يزيلُ ثاري
عراةٌ في الفضاءِ بلا غطاءٍ
و ثلج ٌصارَ في الدُّنيا دثاري
و فرشٌ مثلُ شوكٍ في الحنايا
كأنَّ الصُّبحَ يوشكُ بالفرارِ
هي الدُّنيا برمَّتِها أتتْنا
تحاربُ دينَنا و بلا استتارِ
تقضُّ مضاجعَ الأطفالِ ليلًا
و تنشرُ حقدَها في كلِّ دارِ
ألا تبًّا و تعسًا ثمُّ نحسًا
لطاغيةٍ تمادى بالحصارِ
أما ينجابُ هذا الليلُ عنَّا
و يخلفُهُ صباحٌ بانتصارِ
نسينا أهلَنا أمْ همْ نسونا
كأنَّا الوافدونَ إلى المطارِ
و دعْ عنكَ الأماني فالأماني
مطيةُ عاجزٍ ركبَ الدَّراري
و ما لي حيلةٌ إلّا دعاءٌ
سهامُ الليل ِ تفتكُ باقتدارِ
إلى ربّي سأشكو ظالمينا
عسى ربّي يفرّجُ عنْ دياري
عبدالرزاق محمد الأشقر. سوريا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق