الأربعاء، 24 فبراير 2016

قارئة الفنجان / بقلم الأديب / رسمي خير

قارئة الفنجان ===================استوقفني حوار جميل ما بين شارب خمر وقارئة الفنجان على قارعة الطريق ضوء خافت وصفير رياح ورذاذ مطر خفيف جلسا تحت مظلة تقيهم من برد شديد وصاحبنا يرتدي معطفا أسود طويل يزينه قميص أبيض وربطة عنق حمراء وهي تردي فستان زاهي الألوان ممزق الأطراف كأنها نصف عارية ....وصاحبنا بيده زجاجة خمر ويهذي بالكلام وفنجانها يتراقص في يدها كأنه ثعبان بدأ حوارهما بقهقة منه ...ما خطبك تتراقصين ألا يكفي ما كنت فيه في ذلك المكان ؟؟=========يا سيدي لست براقصة هذا من برد الشتاء =====هاتي ما عندك ولا أريد ثرثرة وكلام توقفي ...كأني رأيتك من قبل ..أين يا ترى ؟؟؟لا عليك استمري...======بدأت حديثها والدموع تنساب من عينيها اشتدت العواصف والرياح وهطول الأمطاركأنها ترافقها بمعزوفة وهي تسرد له حكايتها ======ألست أنت فلان ...ولك حبيبة سمراء ...كحيلة العينين رشيقة وجمالها فتان وكنت لها العالشق الولهان ألا ترأف بحالها وهي تناجيك في كل صباح ومساء ======جذبني جدا حديثها وأنا أنتظر رد صاحبنا الذي طأطأ رأسه وساده الصمت والوجوم أفاق من صمته وألقى بزجاجته بعيدا ....تناثر حطامها وأمتزج ما بها مع مياه الأمطار وبدأ صوته يعلو ...كأنه أفاق من خمرة النسيان من أين أتيت ..وكيف جيئت بك الأقدار لقد كنت على وشك النسيان وأنا في عالم الأحلام روحي تغدو كل ليلة الى ذلك المكان نتسامر سويا أنا وحبيبتي فهي نوري في الظلام بالله عليك قولي من أنت ...واذا كنت أنت لماذا وشاحك ممزق الأطراف ودموعك ترسم لي مدن الضياع =========نعم أنا ...نعم أنا ......نعم أنا =======اقتربي مني لأفرغ ما في صدري من شوق وحنان ودعي دموعي تمحي ما كان من عمر مضى في غياهب النسيان أشتقت أن أرسو بمركبي على شواطئك أرتوي من خمرة أنفاسك فهي لذة للشاربين لا تذهب العقل وتعيد لي الماضي الجميل ==========أنهمرت الدموع من عيني وشدني حوارهما وقبل أن يغادرا رجوتهما أن يصطحباني معهما فأنا مثلهما لي ركن وحب هناك \==========================الأديب رسمي خير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق